الأسواق في حالة ترقب: أوبك+، تعريفات الذهب، وتغييرات البنوك المركزية تعيد تشكيل المشهد العالمي

تُشكّل موجةٌ من التطوّرات الاقتصاديّة والسياسيّة الرئيسيّة أسواق السلع والبنوك المركزيّة وديناميكيّات العمل هذا الأسبوع. فيما يلي موجزنا المختصر حول ما ينبغي على المستثمرين والمؤسّسات مراقبته:

أوبك+ تتراجع عن تخفيضات الإنتاج مبكراً

أعلنت أوبك+ عن زيادةٍ إضافيّة في إمداداتها، وقدرها 547 ألف برميل يوميّاً لشهر سبتمبر، مُكملةً بذلك التراجع الكامل عن تخفيضاتها الطوعيّة البالغة 2.2 مليون برميلٍ يوميّاً، قبل عامٍ من الموعد المقرّر. وفيما تُشير المجموعة إلى أساسيّاتٍ متينة وانخفاض المخزونات، فإنّ هذه الزيادة تأتي جزئيّاً على حساب روسيا، الأمر الذي يثير تساؤلاتٍ حول تماسك التحالف. وليس من المتوقّع أن تكون هنالك أي زياداتٍ أخرى بعد شهر سبتمبر.

• من المتوقّع استقرار إمدادات النفط بعد شهر سبتمبر
• ضغوطٌ هبوطيّة على النفط الخام على المدى القصير، مع دلالاتٍ جيوسياسيّة

الولايات المتّحدة تفرض رسوماً جمركيّة على واردات الذهب المكرّر

ستُصنّف الولايات المتّحدة الآن سبائك الذهب بوزن كيلوغرامٍ واحدٍ و100 أونصة بموجب قانونٍ جمركي مؤهّلٍ للرسوم الجمركيّة، اعتباراً من 31 يوليو، وفقاً لهيئة الجمارك وحماية الحدود. قد تؤثّر هذه الخطوة بشكلٍ مباشرٍ على مصافي التكرير السويسريّة، التي تُهيمن على معالجة السبائك العالميّة. من المتوقّع حدوث اضطراباتٍ في تدفّقات الذهب الفعلي وتشوّهاتٍ محتملة في أسعار أسواق الذهب المكرّر.

• قد تزيد علاوات الأسعار الفعليّة
• قد يتحوّل طلب التكرير بعيداً عن سويسرا

الاحتياطي الفيدرالي في مرحلةٍ انتقاليّة: تعيين ميران في منصبٍ شاغر

رشّح الرئيس ترامب ستيفن ميران، المحافظ المالي والناقد للاحتياطي الفيدرالي، لشغل المنصب الشاغر بشكلٍ مؤقّتٍ بعد استقالة أدريانا كوغلر للعودة إلى المجال الأكاديمي. يُضيف ميران، الذي دعا إلى إصلاحاتٍ هيكليّة في البنك المركزي، تعقيداً إضافيّاً في ظلّ بحث البيت الأبيض عن رئيسٍ جديدٍ للاحتياطي الفيدرالي قبل انتقال السلطة في عام ٢٠٢٦.

• قد يُضيف موقف ميران ضغطاً متشدّداً
• التأثير قصير المدى محدود، لكنّه يجب مراقبة ترشيح الرئيس عن كثب

بنك إنجلترا يخفّض أسعار الفائدة وسط توتّراتٍ بين النمو والتضخّم

صوّت بنك إنجلترا بفارقٍ ضئيلٍ على خفض أسعار الفائدة إلى أدنى مستوًى لها في عامين، مُشيراً إلى ضعف النمو الاقتصادي والحاجة إلى دعم إنفاق الأسر والشركات. ومع ذلك، ومع استمرار ارتفاع التضخّم، "وخاصّةً أسعار المواد الغذائيّة"، يعكس القرار توازناً دقيقاً. ويؤكّد المحافظ أندرو بيلي أنّ الضغوط التضخّميّة مؤقّتة، ويتوقّع اتجاهاً هبوطيّاً عاماً في أسعار الفائدة.

حظيت هذه الخطوة بدعمٍ من وزيرة الماليّة راشيل ريفز، التي تعطي الفضل لسياسة الحكومة في استعادة الاستقرار الاقتصادي. في الوقت عينه، يُجادل قادة المعارضة بأنّ الأخطاء السياسيّة أجّلت عمليّة تطبيع أسعار الفائدة.

• يُشير بنك إنجلترا إلى اتجاهٍ حمائمي، لكنّه يُحذّر من مخاطر ارتفاع التضخّم
  
• يشهد الجنيه الإسترليني تراجعاً طفيفاً، مع دعم الأصول الحسّاسة لأسعار الفائدة

الخلاصة

تؤكّد تطوّرات هذا الأسبوع على لحظةٍ محوريّة في السياسة الاقتصاديّة الكلّية العالميّة: أوبك+ تُغلق الباب أمام المزيد من زيادات العرض، وتواجه أسواق الذهب نظام تعريفاتٍ جمركيّة جديد، ويواجه كلٌ من الاحتياطي الفيدرالي وبنك إنجلترا حالةً من عدم اليقين الاقتصادي من خلال تغييراتٍ رئيسيّة في القيادة والسياسات. وإذا أضفنا إلى ذلك تراجع بيانات العمل الأمريكيّة، فإنّنا نشهد حساسيّةً متزايدةً بين الأصول تجاه أسعار الفائدة، وسياسات السلع الأساسيّة، والتطوّرات الجيوسياسيّة