يُعدّ سوق السلع مكانًا يتم فيه بيع وشراء المنتجات الخام أو الأساسية، وتشمل هذه السلع المعادن والطاقة والمنتجات الزراعية وسلعًا أخرى. وينقسم السوق إلى فئتين رئيسيتين وهما: السوق الفعلي وسوق المشتقات.

يعتبر السوق الفعلي المكان الذي يتم فيه شراء السلع الفعلية وبيعها. فعلى سبيل المثال، قد يبيع المزارع كمية معيّنة من القمح إلى المطحنة أو قد تبيع شركة نفطية النفط الخام إلى شركة تكرير. في هذه العمليات، يحصل المشتري على السلعة الفعلية.

أما سوق المشتقات، فيتم فيه بيع وشراء عقود لتسليم المشتقات في المستقبل، وتستند هذه العقود على سعر السلعة الأساسية وتستخدم كوسيلة للتحوط من تقلّبات الأسعار أو التهكن بحركة الأسعار المستقبلية. أما أكثر أنواع عقود المشتقات شيوعًا فهي العقود الآجلة وعقود الخيارات.

إنّ العقود الآجلة هي اتفاقيات لشراء أو بيع سلعة معيّنة بسعر معيّن في تاريخ محدّد في المستقبل. يتم تداولها في بورصات السلع، مثل بورصة شيكاغوالتجارية (CME) وبورصة ' إنتركونتيننتال إكستشينج' (ICE) أي بورصة القارات.

وتعطي عقود الخيارات حامل العقد الحق، وليس الالتزام، بشراء سلعة معينة أو بيعها بسعر محدد في تاريخ محدد في المستقبل أو قبله، كما يتم تداولها في بورصات السلع.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن فصل سوق السلع إلى سلع لينة وسلع صلبة. تشمل السلع اللينة المنتجات الزراعية، مثل القمح والذرة والقهوة، فيما تشمل السلع الصلبة المعادن مثل الذهب والفضة والنحاس ومنتجات الطاقة مثل النفط والغاز الطبيعي والفحم.

تعتبر عقود الفروقات (CFDs) والعقود الآجلة على حدّ السواء عقودًا اشتقاقية تسمح للمتداولين بالتعرّض للأصل الأساسي بدون الحاجة إلى الحصول على التسليم الفعلي. ومع ذلك، هناك بعض الاختلافات الرئيسية بينهما قد تجعل تداول عقود الفروقات أكثر ملاءمة لبعض المتداولين.

إليكم بعض الأسباب التي قد تجعل تداول عقود الفروقات أفضل من تداول العقود الآجلة:

• الرافعة المالية: تسمح عقود الفروقات (CFDs) للمتداولين بالتداول بالرافعة المالية، والتي تعني أنهم يمكنهم التحكّم بموقع أكبر عبر استخدتم مبلغ أصغر من رأس المال. قد يكون ذلك مفيداً للمتداولين الذين يرغبون في تحقيق أرباح كبيرة من حركة أسعار صغيرة. ولكنّه يزيد أيضًا من خطر خسارة المزيد من الإيداع الأولي.
• البيع المكشوف: تسمح عقود الفروقات (CFDs) للمتداولين باتخاذ مراكز قصيرة، مما يعني أنهم يستطيعون الاستفادة من انخفاض السوق. من ناحية أخرى، غالبًا ما تتطلب العقود الآجلة من المتداول اتخاذ موقف طويل، مما يعني أنه لا يستطيع الاستفادة والربح إلا من ارتفاع السوق.
• تكاليف أقل: غالبًا مت تكون تكاليف عقود الفروقات (CFDs) أقل من تكاليف العقود الآجلة. فمثلاً، عادةً ما لا يكون للعقود الفروقات (CFDs) تاريخ انتهاء صلاحية، مما يعني أن المتداولين لا يضطرون إلى تغيير موقعهم. بالإضافة إلى ذلك، لا تتطلب عقود الفروقات (CFDs) من المتداولين دفع أي رسوم صرف أو رسوم مقاصة.
• مرونة أكبر: توفر عقود الفروقات (CFDs) مرونة أكبر من حيث نطاق الأسواق والأصول التي يمكن تداولها. وعادة ما تكون العقود الآجلة متاحة لعدد محدود من الأسواق، مثل السلع الأساسية، في حين يمكن استخدام عقود الفروقات (CFDs) لتداول مجموعة واسعة من الأسواق بما في ذلك الأسهم والسلع والمؤشرات والفوركس وغيرها.
• إمكانية الوصول: تعتبر عقود الفروقات (CFDs) سهلة أكثر في الوصول إلى تجار التجزئة لأنه يمكن تداولها من خلال وسطاء الإنترنت يملكون الحد الأدنى من الودائع ولديهم رافعة مالية، بعكس العقود الآجلة، التي عادة ما يتم تداولها في البورصات المنظمة والتي تتطلب رأس مال كبير ومعرفة أكبر بالتداول.

تعتبر إستراتيجية تداول السلع خطة تحدد كيفية قيام التاجر بشراء السلع وبيعها بهدف تحقيق الربح. هناك عدّة أنواع من الاستراتيجيات التجارية التي يمكن استخدامها في سوق السلع، ولكل منها مزاياها وعيوبها الخاصة. وتشمل بعض الاستراتيجيات المشتركة ما يلي:

• متابعة الاتجاه: تتضمن هذه الاستراتيجية شراء السلع التي تتجه صعودًا وبيع السلع التي تتجه نزولاً. تعتمد هذه الاستراتيجية على فكرة أن الأسعار تميل إلى الاستمرار في التحرك نحو الاتجاه السائد.
• المتناقض: تتضمن هذه الاستراتيجية اتخاذ مواقف تتعارض مع اتجاه السوق الحالي. تعتمد هذه الاستراتيجية على فكرة أن الأسواق تميل إلى الاستجابة بشكل مفرط للأخبار والأحداث وأن الأسعار ستعود في النهاية إلى قيمتها العادلة.
• انتشار التداول: تتضمن هذه الاستراتيجية شراء وبيع سلعتين مختلفتين، لكن مترابطتين، من أجل الاستفادة من الفرق في أسعارهما. على سبيل المثال، قد يشتري التاجر النفط الخام ويبيع الوقود الذي يتم تكريره من النفط الخام.
• التحوط: تتضمن هذه الاستراتيجية اتخاذ موقف في سلعة ما بهدف التعويض عن خطر وجود وضع قائم في سلعة أو أداة مالية أخرى. على سبيل المثال، قد يقوم المزارع الذي يزرع القمح ببيع عقود القمح الآجلة لتغطية مخاطر انخفاض أسعار القمح.
• المراجحة: تتضمن هذه الاستراتيجية شراء نفس السلعة وبيعها في وقت واحد في أسواق مختلفة بهدف الاستفادة من فروقات الأسعار. على سبيل المثال، قد يشتري التاجر النفط الخام في نيويورك ويبيعه في لندن، مستفيدًا من أي فرق في الأسعار بينهما.

تجدر الإشارة إلى أنه ما من استراتيجية تضمن النجاح، وقد تكون الاستراتيجيات المختلفة مناسبة إلى حد ما بحسب أهداف المتداول وتحمله للمخاطر. من المهم أيضًا أن يكون لديك فهم جيد للسوق والسلعة والعوامل التي تؤثر على سعر السلعة قبل تنفيذ أي استراتيجية.